اغراب حتى في اوطانهم.......

سنين طوال اعتقدت انني تغربت عن وطني حتى اني فقدت لذه الاحساس بالحياة....فكلما كنت امسك النبيذ واصب في كاسي وارشف وارشف حتى تدور اطراف الغرفه وزواياها وحتى العالم.....دون نهايه وارى السماء تكاد تسقط على راسي بنجومها وغيومها من شدة الثمل.....امسكت بجسد  الامراه الثمله التي رافقتني السرير وبدلا من ان ترتشف هي من شفتاي النبيذ سقطت دموعي قجاه على وجنتها مستغربه؟بجانبي شقراء وابكي؟لحظتها كنت قد تذكرت بكاء طفل عراقي كنت قد شاهدته على التلفاز حالما ادرت ظهري لاشاهد اذ رايت طفل بين احضان امه ترتدي عباءه سوداء تلطم على رحيل اعز احبابها وللابد ..... نسيت غريزتي وافاقني صوت اليتيم من سكرتي وتركت السرير بما فيه لاجول الشوارع تحت زخات المطر وبرد قارس لايرحم.صرخت باعلى صوتي : ايا ايها العراق هل بداخلك يسكن غرباء ام ان الغريب من هو خارجك؟ لم يجبني العراق فبماذا يجيبني؟بترهات ام باهات ونحيب؟فعراقيونا الان هم الغرباء ونحن الضيوف عليهم.     كتبت في لندن في 16-10-2010   مساءا  من اوراق رياض القاضي.